أحذر من أختراق موقعك
ماذا سيكون رد فعلك، إذا دخلت إلى موقع أحد الشركات التجارية الكبرى، أو أحد مواقع إنترنت الحكومية، بقصد الحصول على بيانات رسمية معينة، وإذ برسالة بذيئة، تطالعك في الصفحة الرئيسية من هذا الموقع؟! إذا كنت مستخدماً عادياً، فستنتقل بسرعة،
غالباً، من حالة الصدمة والاندهاش، إلى حالة السخرية من الموقع والجهة التي
يمثلها! أما إذا كنت مشرفاً على هذا الموقع، أو مسؤولاً عن الشبكة التي ينتمي
إليها، فنتوقع أن يؤدي مزيج المشاعر التي ستنتابك، إلى تصبب العرق منك
بغزارة.. لأنك ستكون أنت، موضع السخرية! تشويه مواقع ويب
وتقتصر الأضرار التي تتسبب بها عمليات تشويه مواقع ويب، على الإضرار بسمعة الجهة المالكة للموقع، حيث يتم تغيير الصفحة الرئيسية فقط من الموقع، بصفحة HTML من تصميم المخترق، الذي يقتصر هدفه، كما ذكرنا، على إيصال رسالته إلى العالم عبر الموقع. ولا يلجأ المخترقون، عادةً، في عمليات التشويه إلى تدمير محتويات الموقع، حيث يمكنك في أغلب المواقع التي تتعرض لعمليات التشويه، الوصول إلى جميع صفحات المكونة الموقع، إذا كنت تعلم عنوان الصفحة كاملاً. وقد تمكنا، مثلاً، من الوصول إلى مختلف صفحات موقع مكتبة الشارقة www.shjlib.gov.ae، الذي تابعنا عملية تشويهه وقت حدوثها، خلال فترة ظهور الصفحة المشوهة عليه، وذلك قبل أن يفصله المشرفون عليه، عن الخدمة! كيف تحدث عمليات تشويه موقع ويب؟ 1 الدخول بهوية مخفية (anonymous)، عبر منفذ بروتوكول FTP: تمكن هذه الطريقة، في بعض الحالات، المخترق من الحصول على ملف كلمة الدخول المشفرة، الخاصة بأحد المشرفين على الشبكة، أو من يملكون حق تعديل محتويات الموقع، والعمل على فك تشفيرها، حيث يتم إرسال كلمة السر مشفرة في مختلف المزودات. لكن هذه الشيفرة، تظهر في بعض المزودات، ضمن ملف كلمة السر، ويظلل البعض الآخر من المزودات، هذه الكلمة بعد تشفيرها (أي يظهر حرف x مكان كل رمز من الكلمة المشفرة). وتصعب الحالة الأخيرة على المخترقين، عملية كسر الشيفرة. ويلجأ المخترقون، بعد الحصول على ملف كلمة السر، إلى استخدام برامج خاصة لتخمين كلمات السر. ومن أكثر هذه البرامج انتشاراً: Cracker Jack، وJohn The Ripper، وJack The Ripper، وBrute Force Cracker. وتعمل هذه البرامج على تجربة جميع الاحتمالات الممكنة لكلمة السر، من حروف وأرقام ورموز، لكنها تستغرق وقتاً أطول في التوصل إلى هذه الكلمة، إذا احتوت على عدد أكبر من الرموز. وقد تصل الفترة التي تتطلبها هذه البرامج، للتوصل إلى كلمة السر، إلى سنوات، بناءً على عدد الرموز المستخدمة، والنظام المستخدم في عمليات التخمين. وننصح باستخدام كلمة سر طويلة نسبياً، وتغييرها خلال فترات متقاربة، للتقليل من احتمال توصل أحد المخترقين إليها. فمن شأن حصول المخترق على كلمة السر الخاصة لأحد المشرفين، السماح له بالدخول إلى مزود ويب، وتغيير الصفحة الرئيسية. 2 استغلال الثغرات الأمنية في مزودات ويب، وأنظمة التشغيل:لا يخلو أي نظام تشغيل، أو مزود ويب، من ثغرات أمنية تعرض مستخدميه لخطر الاختراق، ويعمل المطورون بشكل مستمر، على سد هذه الثغرات، كلما اكتشفت. ويستغل الهكرة هذه الثغرات الأمنية في عمليات الاختراق، إلى أن تجد الشركة المصممة للنظام، الحل المناسب لها. وتبقى بعض الثغرات متاحة لفترة طويلة حتى يتم اكتشافها، وذلك لأن أغلب هذه الثغرات يكتشفها الهكرة، الذين لا يعلنون عنها بسرعة، ليتمكنوا من استغلالها فترة أطول! وننصح لذلك، جميع مدراء ومشرفي الشبكات، بمتابعة مواقع الشركات المصممة لنظم التشغيل، ومزودات ويب، للاطلاع على آخر ما تم التوصل إليه من ثغرات أمنية، وجلب برامج الترقيع (patches) لها، حيث تحرص هذه الشركات على تقديم مثل هذه البرامج بأسرع وقت ممكن. يمكنك الاطلاع على آخر . 3 استخدام بروتوكول Telnet: تسمح كثير من الثغرات الأمنية في الأنظمة المختلفة، سواء كانت يونكس، أو ويندوز، أو غيرها، باستخدام تطبيقات تعتمد على بروتوكول Telnet، الذي يسمح بالوصول إلى أجهزة الكمبيوتر عن بعد، وتنفيذ الأوامر عليها. ويمكن استخدام هذا البروتوكول للدخول إلى مزودات ويب، وتغيير الصفحات فيها. مواقع مختصة بأمن المعلومات · فريق
الاستجابة الطارئة للكمبيوتر
http://www.cert.org/
بلغ عدد عمليات تشويه صفحات ويب، التي رصدت في أنحاء العالم منذ العام 1995، وحتى الآن، حوالي 5000 عملية، توزعت على مختلف مواقع ويب، التي تملك أسماء نطاقات تجارية (com وnet، وorg)، ونطاقات محلية في جميع دول العالم تقريباً. وتشير الدراسات، إلى أن حوالي 20 في المائة من عمليات التشويه، تتم يوم الأحد. ويرجح السبب في ذلك، إلى أن تغيير الصفحة الرئيسية في موقع معين يوم العطلة الأسبوعية (في معظم دول العالم)، يضمن بقاء التغيير أطول مدة ممكنة، إلى أن يعود مدير الشبكة وموظفو الشركات، من إجازتهم، ويرجعوا الصفحة الأصلية للموقع، إلى ما كانت. وحدثت أوائل عمليات التشويه في العالم، العام 1995، ولم تتعدَ في ذلك الوقت، أربع عمليات. وتلتها 18 عملية العام 1996، و28 عملية سنة 1997، ثم تضاعفت العام 1998، عشر مرات، ليصل العدد إلى 233 عملية. وانتشرت حمى تشويه مواقع إنترنت سنة 1999، ليتضاعف عددها حوالي 15 مرة، وليبلغ 3699 عملية تشويه في مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنها 16 عملية تمت على مواقع محلية في الدول العربية! وكانت المواقع المحلية البرازيلية، أكثر دول العالم إصابة بعمليات التشويه، وبلغ عدد العمليات فيها، 178 عملية، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي بلغ عدد العمليات فيها 126 عملية. وجدير بالذكر أن كثيراً من عمليات التشويه، مرت بدون أن يذاع صيتها، فلم تدخل ضمن هذه الإحصائيات. ويتوقع لذلك، أن يكون عدد عمليات التشويه الفعلية التي تمت، أكبر من العدد المذكور! هجمات حجب خدمة: الهدف.. تدمير إنترنت! يكمن الفرق بين عمليات التشويه، وبين هجمات حجب الخدمة DoS (denial of service)، أن الأولى تتم عن طريق اختراق مزودات ويب، وتتم الثانية عن طريق توجيه جهة معينة، حزم بيانات شبكية بصورة كثيفة جداً، إلى هذه المزودات، بهدف إيقافها عن العمل. ويعتبر القيام بمثل هذه الهجمات سهلاً للغاية، حيث يوجد عدد كبير من البرامج التي يمكن استخدامها لتوجيه الطلبات والحزم الشبكية إلى هدف محدد، كموقع إنترنت، أو عنوان IP. اعتمدت أولى هجمات حجب الخدمة، التي ظهرت في العالم، على توجيه طلبات كثيفة باستخدام بروتوكول رسائل التحكم بإنترنت ICMP (Internet Control Message Protocol)، الذي يسمح بتبادل رسائل التحكم، والتعامل مع رسائل الخطأ، بين مزودات ويب. وتحدث هذه الهجمات اليوم، باستخدام منافذ بروتوكولات TCP، وUDP، بالإضافة إلى ICMP، في تسليط سيل من الرزم الشبكية إلى مزودات معينة، عبر أوامر، مثل Ping. ومن أشهر الهجمات، تلك التي تستخدم نوع الهجوم المعروف باسم WinNuke، والتي تسلط سيلاً من الحزم الشبكية عبر المنفذ 139 من نظام NetBIOS، الذي يسمح بتحاور التطبيقات الموجودة على الأجهزة المرتبطة بالشبكة. وتوجد بالإضافة إلى ما سبق، عشرات الطرق التي يمكن اتباعها لدفع الحزم أو الطلبات الشبكية، إلى مزودات معينة، لإيقافها عن العمل، سواء كانت مزودات ويب، أو مزودات بريد إلكتروني، أو أي مزود يمكنه أن يستقبل الحزم الشبكية. وتعرف أنواع هذه الهجمات، بأسماء غريبة، منها: SYN، وSmurf، وFloods، وLand، وPing Bomb، وPing O'Death، وFraggle، بالإضافة إلى Winnuke، المذكور سابقاً. والأمر الذي يزيد الطين بلة، بالإضافة إلى سهولة القيام بمثل هذه الهجمات، هو أن توقعها، أو صدها صعب جداً! لكن ما دوافع هذه الهجمات؟! توجد عدة أهداف، قد تدفع جهة معينة، أو شخصاً معيناً، إلى القيام بمثل هذه الهجمات، وأهمها: 1-التسلل إلى النظام: يمكن أن يتمكن بعض المخترقين من التسلل إلى النظام وقت انهياره وحجبه عن الخدمة، أو وقت إعادة إقلاعه. وتوجد عدة طرق لذلك، على مختلف الأنظمة، وهي أحد الأسباب الأكثر منطقية لمثل هذه الهجمات. 2-أسباب سياسية: قد توجه جهة معينة، مثل هذه الهجمات، إلى موقع حكومي يتبع دولة تعاديها، أو موقع شركة تنتمي إلى هذه الدولة. ويتوقع أن تزداد في المستقبل، الهجمات ذات الأهداف السياسية، مع ازدياد انتشار إنترنت! 3-أسباب اقتصادية: قد توجه شركة صغيرة مثل هذه الهجمات، إلى شركة كبيرة تسيطر على السوق، في نوع من المنافسة التجارية غير الشريفة! 4-الانتقام: يحدث كثيراً، أن تسرّح شركة أحد الموظفين المسؤولين عن إدارة الشبكة. وقد يلجأ بعض هؤلاء، إذا ما شعروا بالظلم، إلى الانتقام من الشركة! 5- الطبيعة التخريبية: يلجأ بعض الأشخاص إلى مثل هذه الهجمات، لإشباع رغبات تخريبية تتملكهم! ليسوا هكرة! أكبر عملية حجب خدمة في تاريخ إنترنت! ويعتمد هذا النوع من الهجمات على وضع برنامج خبيث خاص، من نوع "حصان طروادة" (Trojan horse)، في كل كمبيوتر متصل بإنترنت يمكن الوصول إليه، عن طريق إرسال البرنامج بواسطة البريد الإلكتروني، مثلاً، وتفعيله على هذه الأجهزة، لتعمل كأجهزة بث للرزم الشبكية، عند تلقيها الأمر بذلك من برنامج محدد يقبع على جهاز أحد المخترقين. ومن أشهر البرامج المستخدمة في إجراء هذه الهجمات: TRINOO، وTribe FloodNet، وTFN2K، وstacheldraht. ويعتبر هذا النوع من هجمات حجب الخدمة، أكثر الأنواع خطورة، حيث يمكن أن يشكل خطراً على شبكة إنترنت كلها، وليس على بعض المواقع فقط، حيث أن كل موقع من المواقع التي أصيبت في شهر فبراير/ شباط الفائت، بهذا النوع من هجمات حجب الخدمة، هي مواقع تحجز جزءاً كبيراً من حزمة البيانات في إنترنت، ما قد يهدد الشبكة بالكامل. وإن حدث ذلك يوماً، فنتوقع أن يشهد العالم أزمة اقتصادية شاملة! ما الحل؟! إذا كنت تعمل مديراً لشبكة ويب، أو كنت مسؤولاً عن أحد مواقع ويب، فمن المؤكد أن تكون عمليات التشويه وحجب الخدمة الأخيرة، التي تمت خلال شهر فبراير/ شباط الفائت، والتي طالت أكبر مواقع إنترنت في الدول العربية والعالم، سببت لك قلقاً كبيراً على وظيفتك، وربما بعضاً من الكوابيس ليلاً! وننصحك لذلك، بالاطلاع على الدراسات التقنية في المواقع التالية، التي تشرح بتوسع طرق عمل عمليات حجب الخدمة، مع عرض أفضل الوسائل التقنية للوقاية منها، وتحري مصادرها: الدراسة الموقع
وهذا البرنامج هو زبون لبرنامج Trinoo، الذي يعمل كمركز القيادة، لشن هذه الهجمات.. فإذا تمكن أحد المخترقين، وضع هذا البرنامج في نظامك، بدون علمك، عن طريق إرساله بالبريد الإلكتروني، مثلاً، فإنه سيتمكن من استخدام جهازك لشن الهجمات على أي مزود متصل بإنترنت. ولا يحتاج في هذه الحالة، إلا إلى معرفة عنوان IP لجهازك، خلال اتصالك بإنترنت! ويمكنك التأكد من خلو نظامك من هذا البرنامج، كما يلي: افصل اتصال جهازك بإنترنت، ثم شغّل برنامج محرر سجل النظام (Regedit.exe)، واذهب إلى المفتاح (HKEY_LOCAL_MACHINE\Software\Microsoft\Windows\CurrentVersion\Run)، وابحث عن الملف SERVICE.EXE (وليس الملف SERVICES.EXE، الموجود أصلاً في أنظمة NT، و2000)، واحذفه من النظام، إن وجد، ثم أعد تشغيل الجهاز. ويمكنك التأكد من أن الملف الذي تحذفه هو هذا البرنامج الخبيث، بالتأكد من حجمه، الذي يعادل 23145 بايت. وجدير بالذكر أن معظم برامج الحماية من الفيروسات ستطرح تحديثات تحمي من هذا البرنامج، في أحدث إصداراتها
|